مقدّمة
أهلاً ومرحبًا بكم في الدّورة التّدريبيّة لمعهد السّلام الأميركيّ حول الوقاية من العنف الانتخابيّ! أنا ديبرا ليانج فينتون، وسأرافقكم في هذه الدّورة كمدرّبة إلى جانب جوناس كلايس.
تتناول هذه الدّورة فهم ماهية العنف الانتخابيّ، واستكشاف الأدوات التي يمكن استخدامها للمساعدة في الوقاية من اندلاع العنف. عندما فكّرنا في صياغة هذه الدّورة، تساءلنا أولّاً: ما علاقة الانتخابات ببناء السّلام؟
وللإجابة عن هذا السّؤال، عدت إلى وظيفتي الأولى مع ممثّلين ملهمين في المجتمع المدنيّ وأكاديميّين من جميع أنحاء العالم. كان هؤلاء الأشخاص في الخطوط الأماميّة لإفساح المجال للمؤسّسات الدّيمقراطيّة – ومن بينها العمليّات الانتخابيّة – لترسيخ جذورها. وكان من الواضح لنا أنّ الانتخابات، وإن كانت لا تشكّل في حدّ ذاتها نظام حكم ديمقراطيّ، إلاّ أنّها آليّة أساسيّة للتّداول السّلميّ للسّلطة، وتمكين صياغة السّياسات المهمّة للمواطنين من خلال النّظام الحزبيّ.
وبعد سنوات، شاهدت بشكل مباشر أهمّية فهم العلاقة بين الانتخابات وبناء السّلام عندما كنت في نيجيريا أعمل مع الجهات الفاعلة في المجتمع المدنيّ لتطوير استراتيجيّة لإجراء انتخابات سلميّة في ما كان يعتبر جزءًا متقلبًا من البلاد وذلك لمدّة أسبوعين قبل إجراء انتخاباتهم العامّة. وبمرور الوقت وفي الجلسات اللاّحقة، دعا المجتمع المدنيّ الشّرطة للمشاركة في هذه المناقشات. واجتمع ممثلو المجتمع المدنيّ هؤلاء لوضع استراتيجيّة منسّقة لدرء العنف الانتخابيّ لأنّهم أدركوا أنّ عمليّة الانتخابات العنيفة ستؤدّي إلى تدمير الثّقة في فكرة الانتقال السّلميّ للسّلطة، وربّما أيضًا في المؤسّسات الدّيمقراطيّة نفسها. ذلك أنّه عندما تتآكل المؤسّسات، تتآكل ثقة المواطنين في تلك المؤسّسات، ويتلاشى العقد الاجتماعيّ، ممّا يعزّز بيئة تظهر فيها إمكانيّة استخدام العنف للتّعبير عن المظالم، أو تضييق الخناق على أشكال التّعبير عن المظالم.
إنّ العمل مع الجهات الفاعلة في طليعة ضمان إجراء انتخابات سلميّة قد ساعدنا على فهم كيفيّة تحديد نهج هذه الدّورة. وفي الواقع، فقد تمّ تطوير هذه الدّورة مع وضع هؤلاء الأشخاص في الاعتبار ومنهم المدنيون والمواطنون، والممارسون، وصانعو السّياسات الذين يرغبون في ضمان سلميّة وحرّيّة وعدالة العمليّات الانتخابيّة.
ونحن نأمل أن تجد الدّورة غنيّة بالمعلومات ومفيدة لعملك!

إن استمتعت بهذه الدّورة، فنحن نرحّب بك لاستكشاف العشرات من البرامج الأخرى التي أنشأها الحرم الجامعيّ العالميّ.
وإذا كانت لديك أسئلة أو كنت بحاجة إلى مساعدة في أيّ وقت، فالرّجاء التّواصل مع الحرم الجامعيّ العالمي مباشرة على globalcampus@usip.org.