مثلما ستوضّحه هذه الدّورة التّدريبيّة، هناك العديد من الأساليب التي يمكن للحكومات ومنظّمات المجتمع المدنيّ والجهات الفاعلة الدّوليّة أن تلعبها في الوقاية من العنف الانتخابيّ. فحالة انتخابات 2019 في غينيا بيساو مثلا تسلّط الضّوء لا على إمكانية إجراء انتخابات سلميّة وحسب، بل وعلى الكيفيّة التي يمكن أن تمنح بها الانتخابات النّزيهة المواطنينَ الأملَ في مستقبل أفضل. كما تظهر هذه الحالة أيضًا المظهر الذي تتجلّى به الانتخابات السّلميّة التي تعتمد الأساليب النّاجحة للوقاية من العنف الانتخابيّ. شاهد فيديو قناة الجزيرة أدناه للتّعرّف على بعض آليّات الوقاية من العنف الانتخابيّ قيد التّنفيذ.

ملاحظة المدرب

تسلّط مقاطع الفيديو الخاصّة بدورة انتخابات غينيا بيساو لعام 2019 الضّوء على قيمة الانتخابات السّلميّة. فبالنّسبة للعديد من المواطنين، يمكن أن تؤدّي الانتخابات الحرّة والنّزيهة إلى تغيير واسع النّطاق، والتزام جديد بالمعايير الدّيمقراطيّة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى الكثير من المراقبة والتّخطيط والعمل لضمان إجراء انتخابات سلميّة من جانب المجتمع المحليّ والمجتمع الدّوليّ. وفي حالة غينيا بيساو، أدّى تغيير الثّقافة التي يتفاعل بها المرشّحون مع بعضهم البعض إلى منع المؤيّدين من التّحوّل إلى العنف. هذا إضافة إلى دور مراقبي الانتخابات المستقلين في الحفاظ على نزاهة النّتيجة.

وفي نهاية المطاف، فاز مرشّح حزب المعارضة، أومارو سيسوكو إمبالو، بانتخابات عام 2019. وقد كانت تلك هي المرّة الأولى التي يفوز فيها مرشّح غير مدعوم من الحزب المهيمن – الحزب الأفريقيّ لاستقلال غينيا والرّأس الأخضر – في الانتخابات الرّئاسيّة منذ فترة طويلة. أمّا المرشّح الفائز إمبالو فقد كان رئيسًا للوزراء من 2016 إلى 2018، وعضوًا في الحزب الحاكم خلال ولاية النّظام السّابق، لكنّه انفصل عن الرّئيس وحزبه وساعد في تشكيل حزب معارض جديد. وقد ساعدت الانتخابات السّلميّة على إجراء انتخابات نزيهة وذات مصداقيّة وانتقال سلميّ للسّلطة. ومع ذلك، كانت الحكومة على مدار الخمسة عشر شهرًا الماضية، قائمة على أساس هشّ إلى حدّ ما. حيث لم تعترف المحكمة العليا بشرعيّة انتصار إمبالو الانتخابيّ لأكثر من 8 أشهر، ولا تزال البلاد فقيرة للغاية بسبب جائحة كورونا والدّين الخارجيّ الهائل، والاعتماد القويّ على المساعدات الخارجيّة.

فكرة رئيسية

إنّ الانتخابات السّلمية، كما تظهر ذلك حالة غينيا – بيساو، جزء لا يتجزّأ من بناء السّلام في مجتمعات لها تاريخ من العنف والنّزاع.

نقاش

فكّر في بلدك أو البلد الذي تعمل فيه. هل هناك انتخابات سلميّة في ذلك البلد؟ لِمَ أو لِمَ لا؟

الصفحة التالية  الصفحة السابقة