يسرنا قراركم بالانضمام إلى دورتنا "المشاركة الدينية في بناء السلام". ولكن لدينا فضول لمعرفة سبب حضوركم، حيث ستبدأون برحلة تفكرون فيها في التقاطع بين الدين وبناء السلام. ربما أنتم هنا لأنه تم تشجيعكم على ذلك -وربما كان ذلك مطلوبًا منكم - من أجل العمل أو المدرسة. ربما كان هناك شيء خاص حول "الدين" في عنوان الدورة أثار فضولكم.

فيما يخص حالتي، فقد دخلت إلى مجال الدراسات الدينية بشكل واسع منذ ما يقارب عقدين، بالصدفة. هناك شيء أنار في داخلي عندما بدأت أتعلم –كنزوة، من خلال المتطلبات الأساسية للفنون الحرة– عن الدين في جنوب آسيا. وقد حفزني ذلك للدراسة في الخارج، في الهند، وقد شاهدت ربما رابطًا حتميًّا واضحًا بين المعتقدات والممارسات الدينية، وبين الثقافات، وما جعل الناس تفعل ما تعودت على فعله، وأن يكونوا هم كما يريدون. وبدا لي أن الدين، كما يتم عيشه، يلعب دورًا في توفير المعلومات لاتخاذ قرارات ذات تأثيرات كبيرة وصغيرة. لقد أبهرني ذلك وحفزني على النظر عن قرب أكثر في سياقاتي المحلية وفي سياقات أكثر بُعدًا من سياقاتي وأين وكيف يمكن للدين أن يكون متوائمًا معها.

وقد تعلمت سريعًا أنني لم أكن الشخص الأول الذي انتبه لهذه الملاحظات حول الدين في العالم. وأنه قد تكون العلاقة متأصلة عند البعض. وعلى الرغم من أن ذلك استغرق مني بعض الوقت لتجميع ما يخص ذلك، فقد حدث بعد عدة سنين من ذلك أن رأيت أن الدين هو المحرك لكل من السلام والنزاع.

أنا محظوظ بأن أتعلم من بناة السلام أنفسهم، من أناس يُلهمهم إيمانهم للتقليل من النزاعات العنيفة في مجتمعاتهم، وإدارتها. من كولومبيا إلى سريلانكا، ومن أفغانستان إلى نيجيريا، كانت قصصهم، وما يُحركهم، تشكل تحديًا لي وتلهمني، وبالطبع، تستمر في إرشاد المزيد من عمل البرنامج الديني في معهد السلام الأمريكي على مدار العقود الثلاثة الماضية.

غالبًا ما يتم الخلط، شعبيًّا، بين "الدين" والنزاع، وتتميز القصص الإخبارية بعناوين رئيسية تتضمن "النزاع الديني" ، وتتحدث عن العنف والدمار في أجزاء مختلفة من العالم. في الواقع، الدين ليس فقط جزءًا من المشكلة، بل يمكن أن يكون أيضًا جزءًا من الحل. هنا، في معهد السلام الأمريكي، ومع شركائنا في منظمة البحث عن أرضية مشتركة، علمتنا تجاربنا أن الدين يمكن أن يلعب دورًا تكامليًّا في بناء السلام.

لقد صممنا هذه الدورة لتقديم دليل عملي لفهم أين يكون الدين مناسبًا في بناء السلام. سوف نناقش ما هو التشجيع الديني وكيف ولماذا تكون المشاركة الفاعلة تحولية. وبمعرفة كيف نقوم بشكل واعٍ ومسؤول بمشاركة العناصر الدينية، والأفكار، والمؤسسات، والممارسات، عندها نستطيع تعظيم دور الدين في حل الأزمات الراهنة ومنع الأزمات المستقبلية.

سواء كنت جهة دينية فاعلة تأمل في تعميق عملك في بناء السلام، أو ممارسًا تريد فهم متى وكيف يتم إشراك العناصر الدينية بشكل أكثر فاعلية، أو صانع سياسة تسعى لدعم مشاركة شمولية متزايدة لعناصر دينية في تسوية النزاعات، أو ببساطة شخصًا فضوليًّا يسعى لمعرفة أين يكون موقع الدين مناسبًا في السلام والنزاع؛ آمل أن تكون هذه الدورة مفيدة وتقدم لك المعلومات المطلوبة.

إذا استمتعت بهذه الدورة، فإننا نرحب بك للتعرف على عشرات الدورات التي عقدها منتدانا الدولي. انقر على "عودة إلى الشبكة" في الجزء العلوي من يسار الشاشة، ثم" دورات" لمشاهدة البرنامج كاملاً.

إذا كانت لديك أسئلة أو تحتاج لمساعدة حول أي نقطة أساسية، نرجو منك التواصل مع منتدانا الدولي مباشرة على globalcampus@usip.org.

جدول الأعمال