Systems Thinking for Peacebuilding and Rule of Law (Arabic)

التفكير المنظومي الخاص ببناء السلام وسيادة القانون: دعم الإصلاحات المعقدة في البيئات المتضررة من الصراع

الملخص

إن نهجنا التقليدي المتبع في بناء السلام وعملية إصلاح سيادة القانون يبدو جيدًا؛ حيث الأهداف الطموحة، وضخ الموارد، وفرق الخبراء الذين يعملون بشكل مكثف. ومع ذلك، يبدو أننا نادراً ما ننجح في خلق إصلاحات ناجحة ومستدامة حقّاً.

لماذا نتعثر؟ تكمن إحدى الإجابات المحتملة في كيفية النظر إلى الأنظمة التي نعمل بها؛ لأننا نميل إلى معالجة العديد من نظم بناء السلام وسيادة القانون كما لو كانت أنظمة الساعة، وهي أنظمة منتظمة ويمكن التنبؤ بها بشكل كبير. وفي الواقع، فإن البيئات التي نعمل بها أشبه بأنظمة السحب من حيث إنها غير منتظمة، وغير منظمة، وغير متوقعة.

واستناداً إلى مجال التفكير المنظومي، يدعو هذا التقرير ممارسي بناء السلام إلى استخدام أكثر من منظور عند دراسة الأنظمة والمشاكل التي يواجهونها. وفي بعض الأحيان، سنضطر إلى التعامل مع المشاكل من منظور تقني زمني. وفي أحيان أخرى، سنضطر إلى استخدام منظور أوسع يركز على تعقيد النظام الأكبر. وكثيراً ما سنحتاج إلى استخدام كلا المنظورين في التعامل مع المكونات المختلفة لجهود الإصلاح في الوقت نفسه.

على مدى العقد الماضي، أيَّد كثير من العاملين في مجال بناء السلام فكرة تبنِّي نهج تغيير أكثر قابليةً للتكيف وأكثر مرونةً، وقد بحث المؤلفان عن طرق جديدة لتنفيذ هذه العمليات. وفي حين أن هذا التقرير يعرض الرؤى التي اكتسبها المؤلفان بمرور الزمن، فإن النتائج التي توصّلاً إليها لا تحاول تفسير أو تصحيح العوائق التي تعيق التقدم. كما لا يعتقد المؤلفان أن التفكير المنظومي يقدم صيغة سحرية لحَلِّ جميع المشاكل. ويتطلب التفكير المنظومي، في جوهره، نقلةً في القوة بعيداً عن الجهات الفاعلة الدولية، ونقلها تجاه الوكلاء المحليين الذين يحتاجون إلى التغيير بشدة. فإذا كانت هناك احتمالية لحدوث هذه النقلة، فإن مجال عملنا يمكن أن يصبح أكثر فاعليةً في التصدي للقوى التي إما أن تُبطِئ أو تُبطِل الإصلاح.

كيف نُطبِّق التفكير المنظومي في العالم الواقعي لبناء السلام؟ لا يقدم التفكير المنظومي صيغةً محددةً أو دليلاً إرشاديّاً ثابتاً؛ لأن اللوائح التنظيمية والصيغ ليست ذات فائدة تُذكَر عند التعامل مع الأنظمة المعقدة. وبدلاً من ذلك، فإنه يقدم لنا بنيةً مرنةً تسمح بإعادة صياغة أدوات بناء السلام المعروفة واستخدامها بطرق جديدة.

يمكن النظر لعملية إعادة الصياغة على نحو فعَّال أكثر باعتبارها مجموعةً من التحديات المترابطة. ويمكننا استكشاف هذه التحديات باستخدام تجارب مختلفة، ورؤية مدى نجاحها. وبدلاً من عرض خطة تدريجية، يدعو هذا التقرير القارئ إلى استعراض أيُّ التجارب ذات قابلية للتطبيق أكثر ضمن ممارسات بناء السلام التي نفَّذها. كما يتضمن هذا التقرير قائمةً مفصلةً من التجارب، إلى جانب دليل حَلِّ المشاكل، ومصادر بحثية مكثفة.

استخدام التفكير المنظومي ليس سهلاً؛ لأنه يجبرنا على التعايش مع الارتباك والتناقضات، ولكن في بعض الأحيان يساعدنا التفكير المنظومي على تحويل حواجز دائمة ظاهريّاً إلى عوائق يمكن التغلب عليها بمرور الوقت وبالعمل الجادِّ. وبينما ينتشر النزاع العنيف في زوايا جديدة من العالم، ويدمر مدناً بأكملها، ويشرد الملايين من الأشخاص؛ فإن قدرتنا على تعزيز هامش نجاحنا قد تُحدِث فرقاً هائلاً. هذا، وقد لاحظ ستيفن هوكينج أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن التعقيد. فإذا أردنا تغيير العالم، فعلينا أن نكون أكثر خبرةً في فهم الوضع الإنساني المركزي والعمل معه.

هذا التقرير هو الأول من سلسلة مطبوعات ومشاركات تزودنا بما يعرفه المؤلفان عن التفكير المنظومي. كما سيزودنا الكتاب المنتظر صدوره قريباً بمزيد من المعلومات؛ لمساعدة الممارسين على تصميم وتنفيذ وتقييم عمليات التدخل.

نبذة عن التقرير

يدعو هذا التقرير ممارسي بناء السلام إلى دمج مبادئ التفكير المنظومي ونظرية التعقيد في طريقة تصورهم وتصميمهم وتنفيذهم وتقييمهم لعمليات التدخل. وبناءً على الأبحاث التي أُجرِيت على مدار السنوات العشر الماضية في معهد الولايات المتحدة للسلام، واستناداً إلى مطبوعات في مجالات أخرى - مثل: التطوير التنظيمي، والقيادة القادرة على التكيف، وإدارة التغيير، وعلم النفس - يؤيد المؤلفان نهجاً أكثر مرونةً وأكثر قابليةً للتكيف في مجال بناء السلام وعملية إصلاح سيادة القانون.

نبذة عن المؤلفين

فيليب ليرو-مارتن مدير قسم سيادة القانون والعدالة والأمن في معهد الولايات المتحدة للسلام. قبل انضمامه إلى المعهد، كان فيليب زميلاً في مشروع مستقبل الدبلوماسية بمركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية في كلية هارفارد كينيدي. وهو مؤلف

Diplomatic Counterinsurgency: Lessons from Bosnia (Cambridge University Press, 2014) and Herzegovina

وعلى الجانب الآخر، تعد فيفيان أوكونور أحد ممارسي سيادة القانون، وهي أستاذة جامعية وتمتلك خبرةً تزيد عن خمسة عشر عاماً في هذا المجال. وهي تعمل حاليّاً في مجال مبادرات البحث والتدريب التي تدمج التفكير المنظومي ونظرية التعقيد مع بناء السلام وسيادة القانون. كما أنها ألفت العديد من الكتب والمقالات، منها

Model Codes for Postconflict Criminal, (USIP Press, 2008) Volumes I and II, Justice

يود المؤلفون أن يشكروا زملاءهم الموهوبين للعمل الدؤوب، ختام الخيكاني وكارينا شلبي، على مراجعتهم لهذه الترجمة.


PHOTO: Peaceworks 133

The views expressed in this publication are those of the author(s).

PUBLICATION TYPE: Peaceworks